الأغذية والأعشاب المفيدة والضارة لعلاج مرض الربو المزمنالربو حالة مزمنة تصيب الرئتين بالالتهاب وعدم القدرة على التنفس بسهولة. وينتشر هذا المرض بين الكثير من الناس حول العالم. ووفقاً للمركز الطبي لجامعة ميرلاند بالولايات المتحدة, فإن حوالي 20 مليون أمريكياً مصابون بالربو. ويمكن أن يزيد الأمر سوءاً بعض العوامل مثل الإجهاد والمجهود البدني والعدوى الفيروسية والأدخنة والهواء البارد وزيادة الوزن والوراثة. ويبقى السؤال, هل يمكن أن يخفف اتباع نظام غذائي معين من حدة وتيرة النوبات الربوية؟ بعض الأبحاث تقول أن ثمة أغذية ونظم غذائية تخفف من الربو, ولكن البعض يقول لا يمكن أن تخفف الربو, ولكن على أية حال, فإن بعض الأغذية يمكن بالفعل أن تخفف من حدة النزلات الربوية وأخرى يمكن أن تزيدها. وهذا يتوقف على حالة المريض, لذلك يجب استشارة الطبيب المعالج أولاً قبل الإقدام على تغيير النظام الغذائي. النظام الغذائي ليس بديلاً لعلاج الربو
ويقول الدكتور "روبرت جراهام" الحاصل على دكتوراة في الطب, وطبيب الباطني المتخصص في مستشفى لينُكس هيل بنيويورك أنه لا يوجد حقاً حمية من شأنها التخلص من الربو أو علاجه, ولكن بعض الأشياء يمكن أن تساعد في ذلك. ويشير المختصون إلى أن ردود الفعل الفردية لتناول أنواع معينة من الأغذية تختلف اختلافاً كبيراً بين الناس, حتى لو كانت هذه الأغذية من ضمن الأغذية التي ينصح بتناولها لتخفيف الربو, فهي يمكن أن تزيد الأمر سوءاً, ولذلك ينصح باستشار الطبيب أولاً.
الربو والنظام الغذائي
يقول تقرير أعده المختصون في موقع WebMD أن عدد حالات الإصابة بالربو قد ارتفعت خلال العقود الثلاثة الماضية في أمريكا. ويعتقد الكثير من الخبراء أن النظام الغذائي يمكن أن يكون سبباً في هذا الارتفاع, حيث أن الأمريكيين لا يتناولون ما يكفي من الخضروات والفواكه الطازجة بينما يتناولون الكثير من اللحوم المصنعة والدهون. لكن حتى هذا لا يبدو حاسماً بين كثير من الأبحاث التي أكد بعضها علاقة التغذية بالربو وأخرى لم تقدم دليلاً على ذلك. ولكن هناك أدلة متزايدة في الآونة الأخيرة قد قدمت على أن الأشخاص الذين يتناولون الوجبات الغذائية الغنية بفيتامين (أ) و (جـ) والبيتا كاروتين والفلافونويدات والمغنيسيوم والسيلينيوم وأوميجا-3 كان لديهم انخفاضاً في معدلات الإصابة بالربو.
الفواكه والخضروات الطازجة يمكن أن تقلل من حساسية الربو
وأظهرت إحدى الدراسات أن سوء التغذية كان لها أكبر الأثر في زيادة معدلات الإصابة بالربو بين المراهقين. فيما أكدت دراسة أخرى على أن الأطفال الذين يتبعون نظام البحر المتوسط الغذائي كانوا أقل عرضة للربو. ويشمل نظام البحر المتوسط ارتفاع تناول المكسرات والفواكه والخضروات الطازجة والأسماك. وبرغم هذا, فإن الأدلة غير كافية. ولكن بشكل عام, فإن غياب أو نقص بعض المواد الغذائية التي يحتاجها الجسم يمكن أن تساعد في زيادة وتيرة الهجمات الفيروسية والتي يمكن أن تشارك في حدوث النوبات الربوية الحادة. "فوائد" سوف تستعرض بعض هذه الأغذية التي تشارك بالسلب أو الإيجاب على الربو وفقاً لما أعده خبراء مختصون في هذا المجال.
عوامل الخطر للإصابة بالربو
يقول علماء الطب بالمركز الطبي بجامعة ميرلاند أن هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطورة التعرض للإصابة بمرض الربو وهي كالآتي:
1- وجود الحساسية
2- وجود تاريخ عائلي للحساسية أو الربو
3- التعرض للتدخين السلبي
4- الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي العلوي وهو رضيع
5- العيش في مدن كبيرة
6- البدانة
7- الإصابة بالارتداد المريئي (الحموضة)
التدخين والتدخين السلبي أحد عوامل الإصابة بالربو
ماذا يجب أن تحاول فعله لتجنب الربو؟
حدد خبراء موقع WebMD وجمعية الربو البريطانية والمركز الطبي بجامعة ميرلاند الأمريكية بعض النصائح لتجنب الإصابة بحالات الربو قدر الإمكان وهي:
1- تخفيف الوزن وتناول سعرات منخفضة: حيث أن زيادة الوزن لها أثر سيء على الربو, والأشخاص المصابون بالربو لديهم عرضة أكبر للتعرض للربو.
2- تجنب أطعمة الإصابة بالحساسية: بعض الأشخاص لديهم حساسية كبيرة للكثير من المواد الغذائية, فالكثير من الناس لديهم حساسية من اللاكتوز (سكر اللبن). والبعض وإن كان بصورة أقل لديه حساسية من اللبن والبيض والأسماك والمكسرات, ولذلك يجب ملاحظة أي طعام يصيب الإنسان بالحساسية وتجنبه تماماً.
3- تجنب الأطعمة المحفوظة: الكبريتات تضاف إلى الكثير من الأغذية المحفوظة لحمايتها من الفساد, وهذه يمكن أن تساعد في زيادة حالات الربو. وهذه الأغذية مثل المعلبات والخضروات المجمدة والفواكه المجمدة. وبعض الأدوية والأغذية الأخرى تحتوي على مادة أخرى تسمى تارترازين (E102) وهي ملون يمكن أن يتسبب في زيادة الحساسية. أيضاً الأغذية المحتوية على البنزوات (E210) من الأغذية التي يجب الابتعاد عنها مثل التي توجد في العصائر والمشروبات الغازية.
الفواكه المجففة يمكن أن تزيد أعراض الربو
4- علاج الارتجاع المريئي: نحو 70% من المصابين بالربو يعانون من مشكلة الارتداد المريئي وهي مشكلة تجعل من الصعوبة التحكم في الربو. وبعض حالات الارتداد لا تعاني من الحموضة أو الحرقان بالصدر, ولكنها في حاجة إلى تناول العقاقير المعالجة. أيضاً, تخفيف الوزن أحد طرق علاج الارتداد المريئي. وكذلك عدم تناول المشروبات الكحولية أو الغازية أو المشروبات المحتوية على الكافيين وتناول الطعام قبل النوم بمدة طويلة وعدم تناول وجبات كبيرة. (حموضة المعدة وعلاجها) 5- ممارسة الرياضة: حتى هؤلاء المصابون بالربو والذين تزداد لديهم الحساسية نتيجة التدريبات, فإنهم بحاجة إلى أن يبقوا في حالة نشاط, حيث أن الرياضة تقوم بتقوية الرئتين والحصول على وزن جيد.
6- تجنب مسببات الحساسية: يجب الابتعاد تماماً عن الهواء البارد والأدخنة والتراب وتنظيف الوسائد والأسرة ويفضل إزالة السجاد من أرضيات الغرف وارتداء القناع حين القيام بعملية التنظيف. وأيضاً من بين هذه الأشياء الابتعاد عن التدخين سواء السلبي أو الإيجابي.
الأغذية المفيدة لعلاج الربو
1- تناول الفاكهة والخضروات الطازجة بين الوجبات:
وفقاً لباحثين هولنديين, فإن تناول قدر جيد من الفواكه والخضروات الطازجة قد أدى إلى انخفاض الإصابة بالربو, ويعتقد الباحثون أن هذا ربما يكون بسبب مضادات الأكسدة الموجودة في الخضروات والفواكه. وسمت بعض الدراسات الأخرى بعض الفواكه والخضروات مثل التفاح والموز والكانتالوبوالجزر والأفوكادو والفواكه الغنية بفيتامين (جـ). أ- التفاح يساعد في علاج الربو:
وجدت دراسة بريطانية أن تناول تفاحتين إلى خمس أسبوعياً يمكن أن يقلل خطر الإصابة بالربو إلى 32% مقارنة بمن لم يتناول التفاح أو تناوله أقل. وأرجع الباحثون هذه النتائج إلى احتواء التفاح على الفلافونويد الذي ديه القدرة على تسليك المجاري الهوائية.
ب- الكانتالوب يساعد في علاج الربو:
الكنتالوب والشمام يحتويان على الكثير من فيتامين جـ وهو مضاد للأكسدة يساعد في محاربة تلف الخلايا. وفي واحدة من الدراسات التي قام بها الباحثون باليابان, فقد وجدوا أن تناول الأغذية الغنية بفيتامين (جـ) يساعد في خفض خطر الإصابة بالربو. وتحتوي بعض الأغذية الأخرى على كميات كبيرة من فيتامين (جـ) مثل البرتقال واليوسفي والكيوي والبروكلي والطماطم.
جـ- الجزر يساعد في علاج الربو:
الجزر أحد أكثر الأغذية احتواء على البيتا كاروتين الذي يتحول داخل جسم الإنسان إلى فيتامين (أ). وكانت بعض الدراسات قد أكدت أن فيتامين (أ) يمكن أن يقوم بخفض معدل الإصابة بالربو. البيتا كاروتين أيضاً مهم للحفاظ على صحة العين والجهاز المناعي والقلب والسرطان والزهايمر. ويوجد البيتا كاروتين أيضاً بوفرة في البطاطا الحلوة والمشمش. د- الأفوكادو يساعد في علاج الربو:
يقول الدكتور "روبرت جراهام" استشاري الطب الباطني بمستشفى لينكس هيل بنيويورك أن الأفوكادو فريد باحتوائه على مضاد أكسدة هام جداً يسمى الجلوتاثيون. ويقوم الجلوتاثيون بحماية الخلايا من التلف والتي يمكن أن تسبب الالتهابات بما فيها الالتهابات المسببة للربو. الأفوكادو أيضاً مفيد للصحة كذلك بفضل احتوائه على الدهون غير المشبعة الأحادية والتي لها أكبر الأثر في الصحة العامة للإنسان مثل خفض الكولسترول.
2- العسل و علاج الربو المزمن:
يوضح "ميجيل ويلبرت" أخصائي الحساسية والمناعة في مركز علاج الحساسية والربو بإيڤانسڤيل في ولاية إنديانا أن العسل يصنع نتيجة جمع النحل حبوب اللقاح التي تسبب الحساسية, وعلى ذلك, فإن تناول كمية قليلة من العسل يومياً يمكن أن يعطي مناعة من الإصابة بالحساسية. ولكنه على الرغم من هذا, فإنه لا ينصح مرضاه بالاعتماد عليه لأنه لم يثبت تماماً أنه يحمي من النوبات الربوية. ولكنه في الوقت ذاته, لا يمنع مرضاه من تناوله.
3- البصل والثوم وعلاج الربو:
إضافة البصل والثوم إلى أطباق السلطة يمكن أن يساعد في تخفيف نوبات الربو. فهو يحتوي على مادة الكريسيتين وهي أحد أنواع مضادات الأكسدة القوية, حيث يساعد كما يقول المركز الطبي لجامعة ميرلاند على الحد من إطلاق بعض المواد الكيميائية المسببة للحساسية مثل الهيستامين وغيره. ولكن بالطبع يجب كما قلنا استشارة الطبيب أولاً لأن الكريستين يتداخل مع بعض الأدوية. وفي كتابه "الوصفة الغذائية للشفاء" يشير "فيليس بالش" إلى أن البصل والثوم يمكن أن يساعدان في الحد من التهابات الرئة بفضل الكريستين. وثمة مادة أخرى توجد في الثوم وهي الأليسين له خصائص مضادة للاتهابات يمكن أن يساعد في الحد من الالتهابات. وكانت دراسة أجريت عام 2009 قد كشفت عن أن الأليسين يمكن أن ينتج حامض يدمر الشقوق الحرة حيث يمكن أن يساعد في تخفيف الربو. 4- القهوة والشاي لعلاج الربو:
يشير خبراء الحساسية إلى أن المشروبات المحتوية على الكافيين مثل القهوة والشاي يمكن أن تقلل من مشاكل الربو, حيث أنه يقوم بتوسعة القصبة الهوائية والمساعدة في التنفس. ووجدت دراسة أن تناول الكافيين يمكن أن يؤدي إلى سهولة سريان الهواء داخل الشعب الهوائية لمدة 4 ساعات. ووجدت دراسة أخرى أجريت في جامعة تل أبيب أن تناول جرعات عاليةة من الكافيين قبل الرياضة, يمكن أن يجعل التنفس أفضل بعد التدريب مباشرة لأنه يساعد في ارتخاء العضلات وتوسعة الشعب الهوائية.
5- زيت السمك لعلاج الربو:
الأدلة على أن زيت السمك يخفف من الربو لا تزال شائكة, فقد وجدت بعض الدراسات أن زيت السمك يقوم بتخفيف الأعراض, وأخرى قد أكدت أن زيت السمك قد يسير بالأمور إلى أسوأ. وكان باحثون من جامعة إنديانا الأمريكية قد وجدوا أن تناول مكملات أوميجا-3 يومياً لمدة 3 أسابيع قد حسنت أداء الرئة بشكل أفضل ممن لم يتناولونها. ولكن ينبغي أولاً استشارة الطبيب لأن زيادة معدل تناول زيت السمك يمكن أن يزيد من مشاكل الحساسية والالتهابات. ويمكن الحصول على أحماض أوميجا من خلال زيت بذور الكتان أيضاً. الأغذية التي قد تسبب الربو
1- الفول السوداني مضر للربو:
الفول السوداني يمكن أن يزيد الحساسية عند بعض الناس. وكانت دراسة حديثة قد وجدت أن تناول الفول السوداني يجعل الأطفال أكثر عرضة للإصابة بنوبات الربو. ووجد أيضاً أن العديد من الأشخاص المصابين بحساسية الفول السوداني لديهم أيضاً حساسية من الأعشاب الضارة والقطط والغبار وحبوب اللقاح وهي عوامل تؤدي إلى الإصابة بالربو. ويمكن لبعض المكسرات الأخرى أن تزيد كذلك من نفس المشكلة حسبما يؤكد المجلس القومي للربو في أستراليا.
لا تزال نتائج الأبحاث التي أجريت على الملح متشابكة حول دوره في زيادة مشاكل الربو. ولكن من بين أسباب مرض الربو هو ضيق والتهاب الشعب الهوائية, ويمكن أن يزيد الملح من الالتهاب من خلال دوره في احتباس السوائل بالجسم. ويقول الدكتور جراهام أنه ينصح مرضاه المصابون بالربو دائماً من خفض تناول الملح. ويجب أن نضع في اعتبارنا أن الملح لا يأتي فقط من إضافته إلى الطعام, ولكن أيضاً من خلال وجوده في بعض الأغذية المصنعة. (أخطر 6 أغذية تحتوي على الملح يجب الحذر منها) المعلومات متضاربة حول اللبن في كونه عنصراً مساعداً في الربو أو معالجاً. ولكن الذين لديهم حساسية من اللبن يزداد لديهم الأمر سوءاً, حيث يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في التنفس والسعال وأعراض الجهاز التنفسي الأخرى. ومن ناحية أخرى, فإن اللبن غني بفيتامين (د) وهو أحد المواد التي وجد دورها الفعال في تخفيف أعراض الربو. حيث كانت دراسة أجريت مؤخراً قد أكدت أن التعرض لأشعة الشمس يمكن أن يقلل من حدة الربو حيث تمد الجسم بفيتامين (د). ولكن يجب ملاحظة أولاً إذا كان الحليب يسبب الحساسية أم لا واستشارة الطبيب.
البيض من الأغذية التي قد تزيد الأمر سوءاً فهو يشتهر بإحداثة بعض أعراض الحساسية مثل الطفح الجلدي وكذلك الربو. وحساسية البيض من أنواع الحساسية الشائعة بين الأطفال وبعضهم يلجأ إلى إيقاف تناوله تماماً. ولذلك يجب ملاحظة أو فحص إذا كان الشخص يعاني من حساسية البيض ومن ثم عدم تناوله تماماً هو ومنتجاته وقراءة بيانات العبوة بعناية. ووجدت دراسة أجريت عام 2001 أن الأشخاص المصابين بحساسية البيض كان البيض عاملاً سلبياً في الربو.
5- الأسماك والمحاريات مضرة للربو:
قد تسبب هذه الأغذية بعض المشاكل في الحساسية, وتعتبر الحساسية للأسماك هي الحساسية الأكثر شيوعاً لدى الأطفال بعد الفول السوداني والحليب. ولذلك إذا وجد أن الشخص مصاب بحساسية الأسماك فعليه الابتعاد عن تناولها خاصة المحاريات والمعلبات
تناول هذا المقال جانباً مفصلاً حول الربو الشعبي المزمن ونصائح لعلاج الربو المزمن وبعض الأغذية والأعشاب المفيدة في علج الربو والأغذية المضرة في علاج الربو الشعبي المزمن